محتويات

جمال مثالي… لكنه مزيف
النجاح الوهمي على الشاشات
التأثير النفسي العميق
كيف نحمي أبناءنا من هذا الوهم؟

في زمن أصبحت فيه الهواتف الذكية والشبكات الاجتماعية جزءًا من الحياة اليومية، لم يعد المراهقون يرون العالم كما هو، بل كما تصوّره لهم الشاشات.
من صور مثالية لأجساد لا تشوبها عيوب، إلى قصص نجاح سريعة تبدو سهلة المنال، يعيش جيل كامل تحت ضغط المقارنة والسعي وراء الكمال غير الحقيقي.

جمال مثالي… لكنه مزيف

في عالم “الفلاتر” والتعديلات الرقمية، أصبح الجمال يُقاس بعدد الإعجابات، لا بالراحة النفسية ولا بالثقة الحقيقية.
تتأثر المراهقات بشكل خاص بهذا الواقع الافتراضي، فيقضين ساعات طويلة أمام المرآة أو الهاتف، يحاولن الوصول إلى شكل يشبه ما يرونه على إنستغرام أو تيك توك، دون إدراك أن أغلب هذه الصور خضعت لتعديلات وبرامج تجميل رقمية.
وهكذا تنشأ حلقة مفرغة من عدم الرضا والشك في الذات، حيث يصبح الجمال الطبيعي أقل قيمة في نظر صاحبه.

النجاح الوهمي على الشاشات

لم تعد المقارنة تقتصر على المظهر، بل امتدت إلى نمط الحياة والنجاح.
المراهقون اليوم يشاهدون مؤثرين يعيشون “حياة مثالية” مليئة بالسفر والسيارات الفاخرة والإنجازات السريعة، فيشعرون أن حياتهم عادية أو فاشلة.
لكن ما لا يدركه الكثيرون أن وراء هذه الصور ساعات من العمل والتعب، وأحيانًا قصصًا غير حقيقية تمامًا. هذا النجاح الوهمي يدفع بعض المراهقين إلى الإحباط، لأنهم يقيسون قيمتهم بما يرونه على الشاشة، لا بما يحققونه في الواقع.

التأثير النفسي العميق

تُظهر الدراسات الحديثة أن الإفراط في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس وزيادة القلق والاكتئاب بين المراهقين.
فكلما زاد وقت التصفح، زادت المقارنة، وكل مقارنة تزرع في داخلهم شعورًا بالنقص. ومع مرور الوقت، يصبحون أسرى لرغبة دائمة في القبول الاجتماعي عبر الإعجابات والتعليقات، بدلاً من القبول الذاتي الحقيقي.

كيف نحمي أبناءنا من هذا الوهم؟

الحل لا يكمن في منع المراهقين من استخدام الإنترنت، بل في تعليمهم الوعي الرقمي:

التحدث معهم بصراحة عن أن ما يُنشر ليس دائمًا حقيقيًا.

تشجيعهم على اكتشاف مهاراتهم وهواياتهم خارج العالم الافتراضي.

تعليمهم أن الجمال الحقيقي هو في الرضا عن الذات، وأن النجاح لا يُقاس بعدد المتابعين بل بما يحققه الإنسان من تطور داخلي وإنجاز حقيقي.

لقد غيّرت الشاشات نظرة المراهقين إلى أنفسهم، فخلقت جيلًا يرى في الكمال الافتراضي معيارًا للجمال والنجاح.
لكن التوعية والتواصل الأسري يمكن أن يعيدا التوازن، ويذكّراهم بأن أجمل ما في الإنسان ليس صورته على الشاشة، بل قلبه الحقيقي وثقته بنفسه.